استهدفت صواريخ اسرائيلية ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية التجاري على الساحل السوري، ما أدى لاشتعال حرائق في الحاويات ووقوع أضرار مادية كبيرة في المرفأ والمنطقة المحيطة به، وفق وكالة أنباء الحكومة السورية سانا.

ونقلت “سانا” عن مصدر عسكري لم تسمّه: “حوالي الساعة 3.21 من فجر الثلاثاء نفذت إسرائيل عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من عمق البحر المتوسط غرب مدينة اللاذقية، استهدف ساحة الحاويات في الميناء التجاري في اللاذقية”. وأشار المصدر إلى أنّ “القصف أدى لاشتعال عدة حرائق في المكان وحدوث أضرار مادية كبيرة، لم يتم حصرها بعد”.

ونقلت الوكالة عن قائد فوج إطفاء اللاذقية الرائد مهند جعفر أنّ المواد المستهدفة في الحاويات عبارة عن زيوت وقطع غيار لآليات وسيارات. كما أشارت إلى تضرر مستشفى وبعض المباني والمحال التجارية المجاورة للمرفأ جراء القصف الإسرائيلي.

ومن جهته ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أنّ القصف استهدف حاويات تضم أسلحة وذخائر في المرفأ، لا يعلم إذا كانت إيرانية المصدر. (المرصد السوري هو مكتب إعلامي في المملكة المتحدة معارض للنظام السوري، تستشهد وكالات الأنباء بالمعلومات التي ينشرها).

ومرفأ اللاذقية هو الميناء التجاري الرئيسي في سوريا، ويبعد نحو 15 كلم عن قاعدة “حميميم” العسكرية الروسية جنوب شرق مدينة اللاذقية، وهي مركز قيادة العمليات الروسية في سوريا.

ويأتي الهجوم الإسرائيلي بعد نحو أسبوع من إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن الانتهاء من توسيع قدرات قاعدة “حميميم” العسكرية وزيادة طول المدرج الغربي فيها. 

والهجوم الإسرائيلي هو الثاني من نوعه على مرفأ اللاذقية خلال شهر واحد، إذ وقعت الضربة الأولى في السابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، واستهدفت أيضاً ساحة الحاويات في الميناء التجاري وفق “سانا”؛ في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أنّ القصف الإسرائيلي “استهدف بشكل مباشر شحنة أسلحة إيرانية في ساحة الحاويات داخل المرفأ، ما أدى إلى انفجارات عنيفة وخلّف خسائر مادية فادحة”.

وقالت قناة “كان”الإسرائيلية الرسمية وقتها إنّ الهدف من الهجوم على الميناء التجاري “هو ضرب أسلحة متطورة مهربة من إيران عن طريق البحر”. وأضافت أنّ “التقديرات الإسرائيلية تشير أن الهجوم استهدف صواريخ كروز أو طائرات مسيرة انتحارية”. وأشارت القناة إلى أنّه عاشر هجوم إسرائيلي في سوريا خلال شهر ونصف، والأول ضد أهداف في ميناء اللاذقية.

وفي 25 الشهر الجاري نقل موقع walla الإخباري الاسرائيلي عن مسؤول أمني رفيع المستوى أنّ “الجيش الإسرائيلي هاجم عشرات من أهداف حزب الله في سوريا والمثلت الحدودي مع الأردن على مدى السنوات الثلاث الماضية”. 

وبحسب مصادر دفاعية للموقع، لم يرد الحزب على الهجمات، الأمر الذي أعاق بشدة جهوده اللوجستية والعملياتية لإنشاء بؤر استيطانية وقاعدة مسلحة في جنوب هضبة الجولان. وجاء التصريح بعد أيام من هجوم إسرائيلي صاروخي على الجولان جنوب سوريا أدى إلى مقتل جندي سوري وخسائر مادية وفق “سانا”. 

وأضاف المسؤول الإسرائيلي للموقع أنّ الإيرانيين في سوريا يردعون ويشهدون هجمات لسلاح الجو الإسرائيلي، وتدمير طائرات بدون طيار وصواريخ وبنية تحتية إيرانية الصنع، دون رد منهم.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات تظهر الحرائق والانفجارات والأضرار المادية التي طالت المرفأ والمنازل والسيارات القريبة من الكورنيش البحري الغربي في اللاذقية.

Join Whatsapp