فرنسا تحيي عيدها الوطني بعرض عسكري

فرنسا تحيي عيدها الوطني بعرض عسكري، بمشاركة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي وقع صفقة ضخمة لشراء الأسلحة الفرنسية، تضمنت 26 طائرة رافال و3 غواصات.

نظم العرض العسكري التقليدي بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، اليوم الجمعة، في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، وضيف الشرف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وانتهى العرض بعزف النشيد الوطني، ثم تحدث ماكرون مطولاً مع عائلات الجنود، قبل أن يقوم بجولة إلى جادة الشانزيليزيه.

وقبل العرض، جاب الرئيس الفرنسي جادة الشانزيليزيه، على متن آلية عسكرية أمام جمهور استقبله بالتصفيق، من دون أن يخلو الأمر من بعض صيحات الاستهجان.

وبعد عرض موسيقي شاركت فيه 12 دولة، نفذت طائرات فرنسية عرضاً جوياً في سماء باريس، رسمت خلاله العلم الفرنسي بالأزرق والأبيض والأحمر، ثم افتتح العرض 240 عنصراً من القوات المسلحة الهندية، وضع بعضهم عمامات على رؤوسهم.

وتحتفل باريس ونيودلهي هذه السنة بالذكرى الـ25 لشراكتهما “الاستراتيجية”، التي تطمح فرنسا إلى تعزيزها، لتأكيد حضورها في منطقة آسيا-المحيط الهادىء رغم أن منظمات غير حكومية تتهم حكومة الهند بأنها ذات “نزعة سلطوية”.

وانتقد اليسار الفرنسي هذه الزيارة التي “تسلط الضوء على مستبد فاشي”، بحسب زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور، وندّد زعيم حزب “فرنسا الأبية” جان لوك ميلانشون، باتفاق بين زعيمين “كلاهما موسوم بالعنف الاستبدادي”.

وانتقدت أحزاب البيئة هذه الزيارة. وقالت في بيان إنه منذ وصول حزب مودي إلى السلطة في 2014 “لم تتوقف الهند عن تسجيل تراجع في معركتها ضد الفقر والتفاوت الاجتماعي، وكذلك في مجال حقوق الإنسان والحريات الأساسية”.

زيارة مودي ستشكل مناسبة لبحث تفاصيل صفقة لبيع 26 مقاتلة رافال جديدة بحرية، من شركة داسو للطيران، وكذلك 3 غواصات، بعد أن أعطت نيودلهي موافقتها المبدئية عليها أمس الخميس.

وكشف البلدان أيضاً عن عدّة اتفاقات تعاون في المجال الفضائي، بينها وضع نظام مشترك للمراقبة البحرية عبر الأقمار الاصطناعية، وإطلاق بناء قمر صناعي فرنسي-هندي يعمل بالأشعة تحت الحمراء TRISHNA.

ومنح الرئيس الفرنسي رئيس الوزراء الهندي، وسام جوقة الشرف، من رتبة الصليب الأكبر، كما أعلن الإليزيه الجمعة.

وجرت هذه الاحتفالات في أجواء أمنية متوترة، ففي نهاية حزيران/يونيو الفائت، تسبب مقتل فتى، فرنسي من أصول جزائرية، برصاص شرطي خلال تدقيق مروري، باندلاع أعمال شغب استمرت عدة ليال وخلفت أضراراً جسيمة.

ونشرت الحكومة الفرنسية تعزيزات، في محاولة لاحتواء الأحداث التقليدية التي تجري خلال الاحتفالات، وحشدت منذ مساء الخميس وحتى مساء السبت نحو 45 ألف شرطي ورجل أمن، ووحدات من النخبة ومدرعات. و في باريس وحدها نشر نحو عشرة آلاف شرطي ورجل أمن في العاصمة والدوائر المحيطة بها.

رفع موازنة الجيوش

وشارك في العرض هذه السنة 6500 جندي، وأكثر من 60 طائرة بينها طائرات أجنبية و28 مروحية و157 آلية و62 دراجة نارية برفقة 200 من خيول الحرس الجمهوري في الشانزليزيه.

وبحسب الحاكم العسكري لباريس الجنرال كريستوف اباد، فإن أحد أهداف هذا العرض كان “التذكير بتمسك” فرنسا “بالتضامن الاستراتيجي مع حلفائها”، في إشارة للدعم الفرنسي إلى أوكرانيا.

وتم تسليط الضوء أيضاً على ست كليات عسكرية أفريقية شريكة (بنين والكونغو-برازافيل والغابون ومدغشقر وساحل العاجل والسنغال) مشاركة في العرض مع قدامى المعاهد العسكرية الفرنسية.

ولتجسيد المساعدة العسكرية الفرنسية لأوكرانيا، عُرضت مدافع قيصر الفرنسية، ومدرعات “ايه ام اكس10-ار سي” (AMX10-RC) ، من النوع الذي سلم إلى كييف.

من جانب آخر، يهدف ذلك إلى تجسيد الزيادة في ميزانية الجيوش، إذ اعتمد البرلمان بشكل نهائي أمس الخميس، خطة تمويل التوجهات العسكرية بقيمة 413 مليار يورو، حتى عام 2030، أي بزيادة 40% مقارنة مع البرمجة السابقة.

وقال ماكرون الخميس إن هذا القانون “هو ما تحتاج إليه جيوشنا”.

وعرضت، اليوم الجمعة، المدرعة الخفيفة سرفال، للمرة الأولى، وكذلك مروحية “اتش160”  الجديدة التي تصنعها “ايرباص هيلكوبترز”.

Join Whatsapp