اكثر ما شدّد عليه الرئيس عون في حديثه مع الجريدة الفرنسية باريس ماتش في العدد الصادر يوم الثلاثاء ٢٧ آب ٢٠٢٠ كان محاربة الفساد وأكّد تصميمه على وضع حد للفساد من خلال تطبيق القوانين.

وأشار الرئيس عون أن التحقيق Forensic Audit في المصرف المركزي هو الأساس من أجل الكشف عن الانتهاكات المالية وسيشمل التحقيق أيضاً مؤسسات الدولة كافة بطريقة شفافة وستتم معاقبة كل الذين ارتكبوا المخالفات.

كما جدّد وأكد رئيس الجمهورية أنه ليس نادماً على استلامه الرئاسة خصوصاً في هذه الظروف الصعبة، واكّد قائلاً “هذا ما كنت عليه كعسكري وصولاً الى تبوؤ منصب قيادة الجيش. كما كنت كذلك في التزامي السياسي… ولن أتغير اليوم وأنا في قصر بعبدا”.

وبالنسبة للفساد المزمن في لبنان قال الرئيس عون أن هناك منظومة سياسية تحمي الفاسدين وتستفيد مباشرة منهم وتتستّر عليهم، وهذه المنظومة متمكّنة ومتجذّرة ممّا يجعل محاربتها صعب للغاية ولكنّه جدّد متابعة النضال لتفكيك الكارتيل المافيوي حسب تعبيره، وأكّد فخامة الرئيس أن لا أحد من عائلته متورّط بالفساد ولكن في حال فرضية هذا الشيء وكان أحد من عائلته متورّط فإنه سيتعامل معهم كما يتعامل مع الآخرين، وذلك بإحالة الفاسدين إلى التحقيق القضائي حيث سينالون الجزاء المناسب.

أما في ما يتعلّق بمؤتمر سيدر أمل رئيس الجمهورية أن تكون المساعدات الدولية موازية لحاجة لبنان لكي ينهض من جديد، وأضاف انه من المهم تحقيق الاصلاحات الازمة والتي تعهّدنا بها في مؤتمر سيدر، مشيراً أن موقف فرنسا كما الدول الأخرى واضح جداً فلا مساعدات دون الإصلاحات، لكن يجب تشكيل حكومة الآن وبعض الجهات السياسية تصرّ على وضع العصي في الدواليب أمام المخطط الإصلاحي.

وبالحديث عن انفجار مرفأ بيروت أعرب عون عن احساسه بالألم الذي لا يوصف لضحايا الإنفجار واشار انه يمكنه بَلسمة جراحهم من خلال شيئين، الأول السهر على التحقيق الشفاف لتحديد المذنبين، ومحاكمتهم والشيء الثاني ببذل الجهود المطلوبة للحصول على المساعدات من الدول الصديقة للتعويض على الضحايا. وأكّد الرئيس ميشال عون إلتزامه بإعادة بناء بيروت والسهر على أن يتم ذلك من دون المسّ بالتراث الثقافي للمدينة.

ولمناسبة الذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير شدّد عون على حلمه ان يكون لبنان نظيفاً من الفساد ودولة علمانية ونظام اجتماعي جديد للعيش معاً مع القوى الحيّة كافة. ودعا الجميع لوقف حفر الخنادق التي لا تساهم في حمايتنا من بعضنا البعض ولا من انفسنا.

ومن أجل الوصول وتحقيق هذا الحلم على المجتمع الدولي أن يساعد لبنان في مسألة النازحين أيضاً، فالوجود الكثيف للّاجئين والنازحين في أرض صغيرة كلبنان يجعلنا تحت حمل ثقيل تؤثّر تداعياته على الاستقرار.

وذكّر الرئيس عون أن بيروت سبق ومرّت بصعوبات كثيرة واجتازت محن عديدة وفي كلّ مرّة كان ينجح اللبنانيون في ازالة آثار الحروب وتخطّي المحن وإعادة بناء عاصمتهم، وأكّد عون أن بيروت ستنهض من جديد بمساعدة جميع اللبنانيين وبدعم الدول الشقيقة والصديقة وعلى الأخصّ فرنسا والرئيس ماكرون.

Join Whatsapp