شنّت جماعة الحوثي، الجمعة 25 آذار 2022، هجمات واسعة على منشآت نفطية سعودية وذلك في أعنف تصعيد للجماعة منذ بداية العام الجاري.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان، إن جماعته شنت هجمات بالصواريخ على منشآت تابعة لأرامكو في جدة وهجمات بالطائرات المسيرة على مصفاتي راس تنورة ورابغ.

وأضاف سريع أن الهجمات استهدفت منشآت حيوية في العاصمة السعودية الرياض.

وذكر أن تم “استهداف أهدافٍ حيويةٍ وهامةٍ في مناطق جيزان وظهران الجنوب وأبها وخميس مشيط بإعدادٍ كبيرةٍ من الصواريخ الباليستية”.

وتوعد الحوثيون المدعومون من إيران بتنفيذ “المزيدَ من الضرباتِ النوعيةِ ضمنَ بنك أهدافِ كسرِ الحصار”، وفق البيان.

تعد هذه الهجمات هي الثانية خلال أقل من أسبوع التي يستهدف فيها الحوثيين منشآت نفطية في السعودية.

ونتج عن هجوم الحوثيين الأحد الماضي، تراجع مؤقت في إنتاج مصفاة لتكرير الغاز الطبيعي واندلاع حريق محدود إثر في محطة تتبع شركة النفط الحكومية (أرامكو) بجدة غربي المملكة.

وأعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن ضد الحوثيين، اليوم الجمعة، عن “16 هجومًا عدائيًا” تعرضت له المملكة.

وقال إنه “يمارس ضبط النفس من أجل إنجاح المشاورات بين الأطراف اليمنية”.

وأضاف “نحذر الحوثيين من التمادي في انتهاكاتهم الجسيمة وأن لا يختبروا صبر التحالف”.

في بيان منفصل نشرته وكالة “واس” الرسمية، قال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي إن “محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو بمدينة جدة تعرضت لعمل عدائي”.

وأضاف أن “الدلائل والمؤشرات الأولية تشير لاستهدافها من قبل المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران”.

وأوضح المالكي أن حريق نشب بخزانين اثنين تابعة للمنشأة النفطية وتمت السيطرة على الحريق دون وجود أي إصابات أو خسائر بشرية.

ولفت إلى أن “هذا التصعيد العدائي يستهدف المنشآت النفطية ويركز على محاولة التأثير على أمن الطاقة وعصب الاقتصاد العالمي”.

ولم تؤثر الهجمات “على مناشط الحياة العامة بمدينة جدة”، وفق المالكي.

ونشر ت وكالة “واس” مقاطع فيديو وصورا تظهر الحريق في محطة كهربائية بمنطقة صامطة وأضرار في جدار خزانات لمحطة مياه بمنطقة ظهران الجنوب.

تأتي هذه الهجمات بالتزامن مع مساعٍ أممية وخليجية لعقد مشاورات بين الأطراف اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، والتي من المقرر أن تنطلق أواخر مارس الجاري.

وبرزت خلال الأسبوع الماضي دعوات أمريكية وأوروبية وأممية إلى تنفيذ هدنة في اليمن خلال شهر رمضان المقبل.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أنهى أمس الخميس الأسبوع الثالث من المشاورات مع أطراف يمنية، ضمن الجهود الأممية الرامية إلى إيجاد مسارات تعمل على حل مستدام للنزاع.

وتبذل الأمم المتحدة منذ سنوات جهودا لوقف القتال في اليمن، وإقناع الأطراف بالعودة إلى طاولة المفاوضات، لكن مبعوثها أخفق في تحقيق أي تقدم يذكر خصوصا على صعيد اتفاق ستوكهولم الذي تم توقيعه في ديسمبر 2018 ومازال حبرا على ورق حتى الآن.

ولم تفلح حتى اليوم أي من المبادرات العديدة -وفي مقدمتها الأممية والأميركية- في إنهاء الحرب في اليمن، بين الحكومة الشرعية والمتمرّدين الحوثيين بعد انقلاب الأخيرين، وطلب الرئيس الشرعي (عبدربه منصور هادي) تدخل التحالف بقيادة السعودية.

وخلّفت الحرب التي تدخل عامها الثامن عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح ملايين الأشخاص وتركَ بلدًا بأسره على شفا المجاعة.

Join Whatsapp