لبنان يحتضن أول مؤتمر من نوعه عن مضاعفات الذكاء الاصطناعي على المنطقة

ناشد مؤتمر حاشد أقيم في فندق “كومودور” في الحمراء، عن الذكاء الاصطناعي، أصحاب القرار والفكر في الدول العربية وتركيا وإيران وباقي مكونات إقليم المشرق المتوسطي، “وضع الخطط والبرامج المشتركة وتنسيق الجهود لخوض معركة ولوج الثورة التكنولوجية الرابعة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي معا، والعمل في الوقت نفسه على طرح القيم العليا المشرقية على جدول الأعمال الدولي، بهدف اخضاع هذه التكنولوجيا لخدمة كل البشر وبيئة الأرض وليس العكس”.

المؤتمر، وهو الأول من نوعه في لبنان، عن التأثيرات والمضاعفات المحتملة للذكاء الاصطناعي على منطقة الشرق الأوسط، عقد بدعوة من منتدى التكامل الإقليمي، وتميّز بحضور كثيف من باحثين في مجالات الثورة المعلوماتية ومفكرين وطلاب العلوم من كل أنحاء لبنان.

حاضر في المؤتمر كلٌ من رئيس جامعة المقاصد الخيرية الإسلامية، البروفسور حسان غزيري، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق في مصر د. محمد سالم،  ومدير منتدى التكامل الإقليمي سعد محيو.

كما وسُجلت مداخلات ونقاشات عدة معمقة. وكان من المفترض أن يشارك في المؤتمر د. طلال أبو غزالة، ولكنه اعتذر بداعي السفر المفاجىء.

الافتتاح

كلمة الافتتاح كانت لمحيو الذي قال أن “المؤتمرين لا يريدون أن يكون مؤتمرهم هذا مجرد مناسبة احتفالية أخرى يُطبق عليها ما يُسمى (مبدأ سيناترا) الذي يقول: نجتمع، نتناقش، ثم يذهب كلٌ في طريق..، بل أن تنطلق منه  خطط عملية ودعوة  إلى كل نخب وشعوب ومكونات إقليمنا، كي يتضامنوا، ويتكاملوا، ليس فقط لمواكبة أخطر ثورة تكنولوجية علمية ستغيّر تاريخ البشرية برمته، بل أيضاً كي يشاركوا في ما نسميه نحن في منتدى التكامل الإقليمي (المعركة الحاسمة الكبرى) للبشرية”.

غزيري

ومن ثم شرع القيمون على المؤتمر بمناقشة “نداء بيروت” تمهيدا لإطلاق النداء، وتشكيل وفد إقليمي يجول على الدول الرئيسة في المنطقة لطرحه على أصحاب القرار ونخب المجتمعات المدنية.
كما وبدأ البروفيسور حسان غزيري محاضرته بالتعريف عن الذكاء الاصطناعي من زاوية الـ CHATgpt، ساردا أيضا “مضاعفات وآثار الذكاء الاصطناعي على النشاطات البشرية كافة الاقتصادية والاجتماعية والفردية”.

كما وركز على “آثار  الذكاء الاصطناعي على التحولات في مجال التربية والتعليم والتعلم”، وكذلك في “مجال العلاقات الدولية وكيف أن هذه التقنيات الحديثة تؤثر في موازين القوى بين الدول”.

وكذلك حدد مخاطر الذكاء الاصطناعي، لذا “علينا أن نكون متنبهين لهذه المخاطر لكي نحسن التعامل معها”، مشددا على خطرين اثنبن أساسيين: الأول هو ان تصبح البشرية خاضعة لسيطرة حكومة موحدة تتحكم بالعالم بأسره بحجة أن تطور الذكاء الاجتماعي ومخاطره يحتم قيام حكومة دولة عالمية تستطيع أن تحد من هذه المخاطر وأن تضع الضوابط لتطورات هذا المجال الذي يهدد في حال تفلت من الانضباط إلى السيطرة على مصير الإنسان وعلى وجوده… وأما الخطر الثاني فهو موضوع ما يسمى Transhumanism أي تجاوز  الجنس البشري وإنتاج مخلوقات هجينة نصف بشرية ونصف آلية تتمتع بقدرات  تفوق بمراحل قدرات الجنس البشري”.

سالم

واما الدكتور محمد سالم فعرض من جهته لتاريخ الذكاء الاصطناعى منذ إعلان ميلاده في العام 1956 بواسطة البروفيسير جون ماكارثى العالم الأميركى، خلال ورشة العمل عقدت وقتها فى كلية دارتموث في ولاية نيو هامبشير الأميركية، مرورا بفترة ركوده حتى نهاية القرن الماضى أو بما يسمى (شتاء الذكاء الاصطناعى). ومنذ بداية هذا القرن بدأت صحوة هذه التقنية بتوفر العوامل الثلاث التى احتاجها لتطوره وهى البنية التحتية للاتصالات المناسبة، والخبراء والمتخصصين فى التعامل مع البيانات الضخمة، ثم القدرة الحواسبية المطلوبة بتكلفة فى متناول الجميع”.
واستكمل بانتشار هذه “التقنية وتغلغلها فى معظم مجالات حياتنا مثل الطب والزراعة والتغيير المناخى وغيرها”.
ومن ثم تطرق إلى النقلة النوعية التى حدثت باختراع تقنية “Transformer” ومن ثم التحول الأكبر بظهور ما يسمى “Emergent Abilities” والتى شغلت العالم كله وبدأت التحذيرات تأتى من كل مكان خوفا من تطور هذا الذكاء الاصطناعى ليخرج عن سيطرة الإنسان.
وختمت المحاضرة بذكر ثلاث من المخاوف من هذه التقنية وهى ربط الإنسان بالآلة، واستخدام هذه التقنية فى الأغراض العسكرية، والأهم هو الوصول إلى ظاهرة التفرد والتى تستغنى فيها الآلة عن الإنسان الذى صنعها وعلمها ودربها. وكان التحذير من هذه المخاوف جاء من الأب الروحى الحالى لها وهو البروفيسير جيفرى هينتون الذى أعلن استقالته فى مطلع شهر مايو الماضى من شركة جوجل وأعرب عن تخوفه من سوء استخدام هذه التقنية.

مداخلات…

ومن ثم تحدث سعد محيو عن الذكاء الاصطناعي وضرورات التكامل الاقليمي. فيما قدم الدكتور عصام نعمان مداخلة عن الذكاء الاصطناعي والامن القومي حذر فيها من “خطورة ما يعده العدو الإسرائيلي وضرورة الانتباه”، في حين القى الدكتور عبد الحليم فضل الله مداخلة حول علاقة العلم بالعولمة والاقتصاد. والقى الكاتب والباحث اكرم بزي مداخلة حول خطورة مواقع التواصل الاجتماعي. وكذلك تحدثت الباحثة المصرية الدكتورة نيفين مسعد عن سبل مواكبة الذكاء الاصطناعي، في حين ألقيت مداخلات اخرى من مشاركين من لبنان والعالم العربي…

Join Whatsapp